قصة الموقع

من باطن الأرض الصماء تشق البذره نبتتها لترتفع إلى عنان السماء لتطرح خيراتها و تتناغم فروعها مع نسمات الريح ، كذلك كل شيئ في الحياه … حتى أنت!

لم يكن هذا الموقع إلا علامه بلا هدف أضعها على كل ما أصنعه … لم أكن سوى مراهق لا يعلم ماذا يريد بعد .. حتى إسم الموقع ganzorey top mix لم يكن سوى إقتراح من الشخص الذي عرّفني بخدمة المواقع المجانيه في ذلك الوقت … و ذلك الوقت أقصد به سنة ٢٠٠٥ !
البدايه كانت موقع يعتمد على نطاق مجاني .. و إذا تصفحته تجده موقع فارغ الا من بعض الصور التي ليس لها معنى !

إنها البدايه فقط يا صديقي !

لم أكن أعلم أي شئ عن تصميم المواقع … و لم أفكر حتى !
و لكن مع كل سنه كنت أنضج و الموقع ينضج معي كإسم و كأنه ظلي !
أغسطس ٢٠٠٨ … عندما إشتد الظلام على الصعيد الشخصي في حياتي .. و شعرت أن الحياه لا يوجد فيها ما يروقني .. تطورت الأحداث حتى أصبح النوم هو وسيلة الهروب الوحيده من هذا الألم النفسي!
و في وسط ظلمة الليل و وحشة غربة النفس و ظمئ الروح بعد أن تغير مكاني و أصبحت في بيئه تقتلني الفكره ألف مره أني أصبحت فيها بعد أن كنت في بيئه أخرى تناسب طبيعتي .. كانت قطرات الأمل تقطر على قلبي … هذا ليس عالمي … هذا ليس مستقبلي … إنها فقط مرحله!

١ سبتمبر ٢٠٠٨ بين ٨ و ٩ مسائاً … أقف أمام إحدى المباني الفخمه الجديده في منطقة سموحه – الأسكندريه مصر .
ليله خاصه ليست حاره و ليست بارده .. نسيمها يجعل الروح تشتاق إلى الجنه !
ربما هذا النسيم تخلل روحي و بدأ يذهب شوائب الحزن و ظلمة الإكتئاب … و ما أن نظرت إلى الأعلى حتى وجدت القمر مكتملاً في السماء … وشعرت بالأمل ينبض مع نبضاتي من جديد …. هذا ليس عالمي .. هذا ليس مستقبلي … إنها مرحله فقط !

قفزت من القطار العائد من سموحه إلى منطقة المندره … ذهبت إلى سيبر (مقهى نت) لم تكن خدمة الإنترنت متوفره عندي في السكن الجديد بعد … بدأت أتتبع الإلهام الرباني و الإحساس .. بدأت أبحث عن (البرمجه)!
كنت أعتقد أن نظام dos هو البرمجه … على الرغم من أني درست البرمجه الهيكليه من خلال c++ في المعهد و لكن … كما تعلم يا صديقي نظام التعليم المحبط في الوطن العربي الذي تتعلم منه … لا شئ !
بدأت الإنهماك في التعلم … قرأت و شاهدت الكثير من الدروس و كنت أقضي أكثر من ١٢ ساعه يومياً بين الأكواد .. و التجارب و الفشل ثم النجاح !

البرمجه كانت العالم الذي أنقذني من ظلمة الإكتئاب و أصبح لي عالمي الخاص أمام شاشة جهازي المتواضع الذي كان بنتيوم ٤ رامات ٢٥٦ ميجابايت هارد ٨٠ جيجابايت !

سنة ٢٠٠٩ قررت أن أفتتح موقع (جنزوري توب ميكس) مره أخرى بنطاق مجاني (نظراً لظروفي الماديه في هذا الوقت) gtopmix.i8.com و لكن بهدف نشر فكره شعرت أنها جديده وهى إستخدام تطبيقات واجهات الإسطوانات التجميعيه في التسويق و الدعايه و في هذا الوقت كنت قد تمكنت من برمجة تلك التطبيقات من خلال بيئة العمل autoplay media studio و أحب أن أذكر أني تعلمتها من أخ جزائري إسمه (كريم عبد الغني) و تعلمت منه من خلال الفيديو و ليست بصفه مباشره .. و شعرت أن تلك الدروس قد ساعدتني في تغيير حياتي و بث الأمل فيها كلما تعلمت شئ جديد أو تقدمت فيما أنا فيه.

سنة ٢٠١٠ أول دوره أقوم بها وهى في مجال المونتاج كدعايه للموقع وما أقدمه فيه من أفكار .
المفاجأه رد فعل الناس الإيجابي عن أسلوب شرحي .. أنا أحب أن أدرس للناس و لكني لم أدرك أني أمتلك هذه الموهبه إلا من خلال هذه الدوره الصغيره بإمكانياتي المتواضعه وقتها !
تذكرت (كريم عبد الغني) الذي كان السبب في مساعدتي لتغيير حياتي بدون أن يعلم حتى الأن.
قررت أني لن أتوقف عن نشر أي علم أو أي خبره يمنّ الله عليا بها.

الله أنقذني من ظلام الإكتئاب بنور العلم و أدركت أن عباده لهم حق عندي أن أساعدهم في تغيير حياتهم للأفضل.


سنة ٣٠١٣ أدركت أن الموقع أصبح مشهور بأنه موقع تعليمي … فكل من يراسلوني تكن رسائلهم من هذا الإتجاه .. و قررت أن يصبح الموقع تعليمي و هدفه تطوير و مساعدة الناس لإيجاد طريقهم .
صديقي … ربما عنوان الموضوع قصة الموقع .. و لكن هذا الموقع هو ظلي … إنعكاس لحياتي و تشكل مع تشكلي … منذ أن كان بلا هدف … حتى وجد الهدف و مازال يسعى إليه!

صديقي .. رويتُ لك نبذه عن جزء من حياتي قام بتشكيل هذا الموقع ليس لمجرد التحدث عن نفسي .. لا .. بل لأخبرك أن مهما كانت حالتك و إمكانياتك لو تتبعت نور قلبك و إيمانك بالله و بأن العسرات الحاليه و ظروفك الأن … ليست عالمك … ليست مستقبلك … إنها مرحله فقط.
رامي الجنزوري

3 Replies to “قصة الموقع”

  1. نعم هي نبذه لكنها مفيده جدا والتعليم غير مجدي في بلادنا علي رأي حمزه النمره يا هناه اللي يتعلم في بلدنا….احترامي

Leave a Reply